تعيش الساحة الكروية الإسبانية أجواءً مشحونة بين ريال مدريد والجهات المنظمة للعبة، بعد سلسلة قرارات أثارت جدلًا واسعًا وجعلت النادي الملكي في قلب النقاش، حيث اتخذت لجنة الحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم قرارًا مفاجئًا يقضي بالإعلان عن أسماء حكام المباريات قبل يوم واحد فقط من موعدها، في خطوة تهدف بحسب صحيفة موندو ديبورتيفو إلى الحد من حملات الضغط الإعلامي التي غالبًا ما يتعرض لها الحكام، خصوصًا من القنوات الرسمية لبعض الأندية.

ويُعرف عن القناة الرسمية لريال مدريد بث تقارير تسلط الضوء على الأخطاء التحكيمية ضد الفريق، ما فُسّر على أنه أسلوب ضغط قبل المباريات الكبرى، وهو القرار الجديد جاء بعد إقالة الإدارة السابقة للجنة الحكام وتشكيل هيئة جديدة، في إطار إصلاحات تنظيمية يسعى الاتحاد لتطبيقها.

وفي سياق آخر أصدر ريال مدريد بيانًا رسميًا أعلن فيه اعتراضه القاطع على مقترح إقامة مباراة فياريال وبرشلونة ضمن الجولة السابعة عشرة من الدوري الإسباني للموسم 2025-2026 في مدينة ميامي الأمريكية على ملعب هارد روك.

وأوضح البيان أن النادي قدّم شكاوى رسمية إلى فيفا ويويفا والمجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا، معتبرًا أن إقامة مباراة رسمية خارج البلاد، دون تشاور مسبق مع جميع الأندية، يمثل انتهاكًا لمبدأ التكافؤ في نظام الذهاب والإياب ويخل بالتوازن التنافسي، ويمنح أفضلية غير مستحقة للأندية التي تطلب ذلك.

وشدد البيان على أن هذه الخطوة قد تشكل سابقة خطيرة تمهد لتغييرات قائمة على مصالح تجارية بعيدة عن روح المنافسة، واصفًا عواقب القرار بأنها بالغة الخطورة وقد تكون نقطة تحول في عالم كرة القدم.

بحسب ما ورد في بيان النادي فإن الشكاوى الثلاث تضمنت:

1. إلى فيفا: للمطالبة بعدم إقامة المباراة دون موافقة مسبقة من جميع أندية الليجا.
2. إلى يويفا: لحث الاتحاد الإسباني على سحب أو رفض الطلب، مع التذكير بقرار سابق في 2018 يمنع إقامة مباريات محلية رسمية خارج أراضي الدولة إلا في ظروف استثنائية.
3. إلى المجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا: لعدم منح الترخيص الإداري اللازم دون إجماع الأندية.

يذكر أن رابطة الدوري الإسباني حاولت سابقًا نقل مباريات إلى الولايات المتحدة، مثل مباراة برشلونة وجيرونا عام 2018، وأخرى ضد أتلتيكو مدريد في 2024، لكنها اصطدمت برفض رسمي حال دون تنفيذ الفكرة.

وقد تزامن هذان الملفان أزمة لجنة الحكام ومعركة ميامي ليشكلا فصلًا جديدًا من التوتر بين ريال مدريد ومؤسسات الكرة الإسبانية، في وقت يبدو فيه أن الخلافات التنظيمية والقانونية ستستمر في إلقاء بظلالها على منافسات الموسم المقبل.