تيك توك بوابة غسيل الأموال الأولى عالميًا.. بالمستندات والأرقام

لم تعد هدايا مثل الأسد أو الحوت مجرد رموز ترفيهية على تيك توك، بل أصبحت إشارات صامتة لتحويلات مالية ضخمة تمر بثوانٍ من خلف شاشات الهواتف، فكل زئير أو رفرفة جناح رقمية قد تعني مئات الدولارات تُنقل مباشرة إلى حسابات لاعبي الجولات، لكن وراء هذه الرموز البراقة والاحتفالات اللحظية، تختبئ أحيانًا أموال مجهولة المصدر، تجد في تيك توك ممرًا آمناً لغسلها، وسط زحام الهدايا والمشاهدات بعيدًا عن أعين الرقابة.

 

11 مليون دولار يوميًا.. اقتصاد افتراضي هائل

يتصارع صانعو المحتوى داخل التطبيق، في جولات حماسية لا تشبه مباريات كرة القدم، بل منافسات على الهدايا الافتراضية من المتابعين، والتي تُحول لاحقاً إلى أموال حقيقية، غير أن هذه الجولات أضحت، بيئة خصبة لغسل الأموال، مستغلة الواجهة الترفيهية لمنصة يتابعها الملايين.

الهدايا الثقيلة هي الأهم.. والداعمون الوهميون في الصدارة

بينما تُرسل هدايا صغيرة مثل الورود والقلوب بقيمة لا تتجاوز السنت، فإن السيطرة داخل الجولات تحسمها هدايا باهظة مثل الأسد وTikTok Universe، التي تتجاوز قيمتها مئات الدولارات، وكلما ارتفع مستوى الداعم، خاصة من وصل إلى المستوى 50، ارتفعت معه وتيرة الحماس والبث والعوائد.

لكن ليس كل داعم متورط، ولا كل تيك توكر بريء، التحقيقات تتبعت مئات الجولات والبثوث، ورصدت سلوكيات حسابات وهمية، وهدايا مشبوهة، في محاولة لفهم كيف تمر الأموال عبر التطبيق دون رقابة مصرفية فعالة.

عروض لغسل الأموال مقابل نسب مغرية

كشف أحد التيك توكرز بدون ذكر اسمه تلقيه عروضًا من حسابات مجهولة، طالبةً منه التعاون في عمليات غسل أموال عبر إرسال هدايا ضخمة أثناء البث مقابل نسبة، المفاجأة أن الحسابات التي عرضت عليه التعاون اختفت فجأة بعد تجاهله، مرجحًا أنها مرتبطة ببطاقات بنكية مسروقة بيعت على الدارك ويب.

تقنيات متقدمة للتخفي.. وغسيل الأموال تحت ستار البث

أحد خبراء الأمن السيبراني أوضح أن العملات الافتراضية داخل تيك توك تُسهّل غسل الأموال، عبر شراء هدايا باستخدام أموال مشبوهة، وتحويلها لاحقًا إلى أرباح حقيقية لمقدمي المحتوى، وأشار إلى صعوبة التتبع، نظرًا لاستخدام المتورطين لشبكات VPN وحسابات مزيفة، فضلًا عن تقسيم الأموال لمبالغ صغيرة تُودع في دول ذات رقابة ضعيفة.

مداهم ينفي تورطه في غسيل الأموال

مداهم أحد أشهر التيك توكرز في مصر، نفى التورط مؤكدًا أنه تلقى عروضًا مشابهة أربع مرات لكنه رفض التعاون، وأبدى استعداده لمواجهة أي جهة بكشف حساباته البنكية

تم رصد ثلاثًا من أشهر جولات تيك توك، وبلغت الهدايا المرسلة في كل منها أكثر من 22 ألف دولار خلال 5 دقائق فقط، بهدايا مثل "TikTok Universe" (سعرها 674 دولارًا) و"صقر الرعد" (600 دولار)، بعض الداعمين أرسلوا أكثر من 16 ألف دولار وحدهم، ثم اختفوا من المنصة دون أثر.

بتتبع الحسابات، تبين أن العديد منها يحمل صورًا مستعارة، وقوائم المتابعين مغلقة، ولا تنشر أي محتوى حقيقي، بعضها وصل إلى مستوى 50 خلال شهر، وهو أمر يستدعي إنفاق آلاف الدولارات، ما يزيد من الشكوك حول مصادر هذه الأموال.

تقرير شركة Data.ai العالمية كشف أن إنفاق المستخدمين على تيك توك تجاوز 11 مليار دولار، ليتصدر قائمة التطبيقات غير المخصصة للألعاب من حيث الإيرادات، متفوقًا على ألعاب شهيرة مثل Candy Crush، ويُقدر متوسط الإنفاق اليومي بأكثر من 11 مليون دولار على العملات الافتراضية والهدايا.

دعوى قضائية في أمريكا وتحقيقات في تركيا والعراق

تزايد الشكوك دفع ولاية يوتا الأمريكية إلى رفع دعوى ضد تيك توك بسبب ضعف الرقابة المالية، بينما رصدت تركيا تحويلات مشبوهة بلغت 82 مليون دولار عبر تيك توك، ضمن مخطط لغسيل الأموال، وفي العراق أصدر البنك المركزي قرارًا بإيقاف التحويلات المالية لوكلاء تيك توك.

ثغرات البنوك الإلكترونية تسهل غسل الأموال

أحد الخبراء المصرفيون أكد أن البنوك الإلكترونية تُعاني من ضعف التحقق، ما يُسهِّل إنشاء حسابات بهويات مزيفة، وهو ما يُستغل لغسيل الأموال، ويُرجَّح أن جزءًا من عمليات الغسل تتم من خلال بطاقات مسروقة تباع في الدارك ويب، وتُستخدم لشراء الهدايا وتحويلها لاحقًا إلى أرباح دولارية.

صور ضوئية من الدعاوى القضائية ضد تيك توك