"مصر سوشيال".. منصة تواصل تعيد رسم الهوية الرقمية المصرية

في ظل التوسّع الهائل الذي تشهده المنصات الرقمية العالمية، باتت الهوية الثقافية الرقمية مهددة بالذوبان وسط ثقافات مستوردة ونماذج تواصل لا تراعي خصوصية الشعوب، أصبح العالم قرية صغيرة، لكن هذا الصغر فرض واقعًا جديدًا، ثقافة واحدة مهيمنة، ولغة واحدة مهيمنة، وأدوات تكنولوجية تتحكم في كل شيء، دون أن تراعي التنوّع الحضاري والخصوصيات المجتمعية.

 

في هذا السياق برزت الحاجة الملحّة إلى حلول محلية تُعيد التوازن إلى المشهد الرقمي، وتحافظ على هوية المجتمعات، ومن هنا جاءت منصة مصر سوشيال كمشروع رقمي عربي يهدف إلى حماية الهوية المصرية في الفضاء الإلكتروني، وتقديم بديل مصري عن المنصات العالمية التي قد لا تعبّر عن ثقافتنا.

ما هي منصة مصر سوشيال؟

أول منصة تواصل اجتماعي مصرية خالصة، أُطلقت رسميًا في يوليو 2025، طُوّرت بالكامل بأيدي خبراء ومبرمجين مصريين، لتكون مساحة إلكترونية مفتوحة للمصريين، تعكس ثقافتهم وتحترم قيمهم وتلبّي احتياجاتهم الرقمية، بعيدًا عن سياسات الرقابة والتوجيه الثقافي التي تفرضها بعض المنصات الأجنبية.

حماية الهوية في العالم الرقمي

تهدف مصر سوشيال إلى ما هو أبعد من مجرد التفاعل الاجتماعي؛ فهي تعمل على:

  • تعزيز الهوية الرقمية المصرية: من خلال واجهة عربية كاملة، محتوى محلي، وقيم مستوحاة من الثقافة المجتمعية.
  • خلق سردية رقمية محلية: تُقدّم الرواية المصرية للعالم بدلًا من الاكتفاء بالاستهلاك الرقمي لمحتوى أجنبي قد يختزل الواقع المصري أو يُشوّهه.
  • تمكين الأفراد من التعبير عن هويتهم بحرية: ضمن بيئة رقمية تُراعي خصوصيتهم، وتُحترم فيها القيم الأسرية والمجتمعية.

مميزات منصة مصر سوشيال

  • لغة وهوية واحدة: المنصة تعتمد العربية كلغة أساسية، مما يمنح المستخدم إحساسًا بالانتماء والتفاعل دون حواجز لغوية أو ثقافية.
  • تجربة مألوفة ومحلية: التصميم يشبه فيسبوك وتويتر من حيث الوظائف، لكنه يُقدَّم برؤية مصرية.
  • سياسات نشر تراعي القيم المحلية: أنظمة المراقبة والذكاء الاصطناعي مصممة للتعامل مع المحتوى بما يتوافق مع معايير المجتمع المصري.
  • دعم المحتوى المصري: تسعى المنصة إلى إبراز الإبداع المحلي، وتشجيع صنّاع المحتوى المصريين على إنتاج محتوى يعكس الثقافة والواقع المصري.
  • خصوصية وحماية بيانات الهوية الرقمية: في الوقت الذي تُتهم فيه المنصات العالمية بجمع بيانات المستخدمين والتلاعب بها، تقدّم "مصر سوشيال" حلاً أكثر شفافية:
  • تشفير متقدم للبيانات.
  • التزام صارم بقوانين حماية البيانات والمعلومات الشخصية.

مصر سوشيال ليس فقط تطبيقًا رقميًا، بل هو مشروع وطني شامل:

  • يدعم الاقتصاد الرقمي المحلي.
  • يخلق فرص عمل تقنية داخل مصر.
  • يُعيد بناء الثقة بين المستخدم المصري والمنصات الرقمية.
  • يشكّل جزءًا من استراتيجية مصر للتحوّل الرقمي وبناء بنية تحتية تكنولوجية مستقلة.

هل يمكن حماية الهوية وسط هيمنة المنصات الأجنبية؟

بطبيعة الحال تواجه المنصة تحديات كبيرة أهمها:

  • منافسة الشركات العملاقة التي تهيمن على المشهد الرقمي العالمي.
  • تغيير سلوك المستخدم الذي اعتاد على بيئة رقمية غربية.
  • الحاجة إلى تمويل واستدامة تقنية لمواكبة التطورات المستمرة.

لكن هذه التحديات هي جزء من المعركة للحفاظ على الهوية والسيادة الرقمية، وليست عوائق مستحيلة التجاوز خاصة في ظل الدعم المجتمعي المتزايد لمشروعات تُعبّر عن المصريين وليس عن غيرهم، في زمن تُصبح فيه البيانات هوية، ويُقاس النفوذ الرقمي بالقدرة على التأثير في الرأي العام، تصبح مصر سوشيال أكثر من مجرد خيار، بل ضرورة وطنية لحماية ثقافتنا من التلاشي داخل منصات لا تعنينا ولا تعبّر عنا.